تلميذتي العاشقة
نصيحتي إلى تلميذتي العاشقة مقدمة
الحَمْدُ للهِ الذِي هَدَانَا للإسلاَمِ وكَفَى بِهِ نعمة ، وعَرَّفَنَا بِمَا يَنْفَعُنَا وَ يَضُرُّنَا في الدُنْيَا والآخِرَةِ والصَّلاَةُ والسَّلاَمُ على حَبِيبِنَا وقُدْوَتِنَا وقُرَّةَ أعْيُنِنَا محًمَّدٍ r الذِي أرسَلَهُ اللهُ رَحْمَةً للعَالَمِين بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَهَادِيًا إِلى صِرَاطِهِ المُسْتَقِيمِ . .
أَمَّا بَعْدُ. مِنْ وَقْتٍ لَيْسَ بِالقُرَيبِ وَأَنَا مُنْشَغِلٌ بِمَوضُوعِ هَذِهِ الرِّسَالَة بِحُكْمِ عَلاَقَتِي بِالشَّبَابِ عُمُومًا وَالطُلاَّبِ خُصُوصًا،حَيْثُ لاَحَظْتُ مُؤَخَّرًا تَزَايُدَ انْشِغَالِ وَافْتِتَانِ الطُلاَّبِ بِمَا يُسَمَّى كَذِبًا وَزُورًا {الحُبُّ}أَيْ العَلاَقَةُ الغَرَامِيَّةُ بَيْنَ الذَّكََرِ وَالأُنْثَى وَهَذَا تَأَثُرًا بِالغَزْوِ الفِكْرِي وَمَا تَرَكَتْهُ وَسَائِلُ الإِعْلاَمِ مِنْ آَثَارٍ سِلْبِيَّةٍ فِي تَفْكِيرِهِمْ وَسُلُوكِهِمْ . إذْ أَنَّ جُلَّ الأَغَانِي وَالأَفْلاَمِ تُرَكِّزُ عَلَى عَلاَقَـةِ المَرْأةِ بِالرَّجُلِ { الحُبَّ } مِمَّا أَضْعَفَ الحَيَاءَ فِي أَفْرَادِ الأُسْرَةِ وَصَارَتِ العَلاَقَةُ الغَرَامِيَّةُ بَيْنَ الذَّكَرِ وَالأُنْثَى عَادِيَةً فِي عُرْفِ كَثِيرٍ مِنَ الأُسَرِ،وَبَدَأَتِ الغِيرَةُ تَضْعُفُ بَلْ تَكَادُ تَضْمَحِلُ فِي نُفُوسِ البَعْضِ. مِمَّا دَفَعَ كَثِيرًا مِنْ بَنَاتِنَا بَعْدَمَا فَقَدْنَ الحَيَاءَ إلِىَ المُجَاهَرَةِ بِعَلاَقَتِهِنَّ المَشْبُوهَةِ ، فَتَرى الوَاحِدَةَ مِنْهُنَّ تَمُرُّ بِصُحْبَةِ عَشِيقِهَا عَلَى أُسْتَاذِهَا وَجَارِهَا وقريبها دُونَ أَدْنَى وَجَلٍ أَو ْخَجَلٍ. وَتَفْتَخِرُ بِهَذِهِ العَلاَقَـةِ وَتقُصُ لِزَمِيلاَتِهَا مَا يَدُورُ فِي لِقَاءَاتِهِمَا. ثُمَّ يَسْتَدْرِِجُهَا الشَّيْطَانُ بِحِيَلِهِ إِلىَ أبْعَدِ مِنْ هَذَا فَتَخْلُو بِـهِ وتَسْمَحُ لِصَاحِبِهَا ـ وَبِئْسَ الصَّاحِبِ ـبِالعَبَثِ بِجَسَدِهَا الطَّاهِرِ . فَيَصِيرُ مُدَنَّسًا رَخِيصًا . فَكَمْ مِنْ شاَبَةٍ لَوَّثَتْ عِرْضَهَا وَفَقَدَتْ عُذْرِيتَهَا . وَتشَتدَُُّ المُصِيبَةُ (الفَضِيحُـة) تَعْقِيدًا لَمَّا تَكَتَشِفْ هَذِهِ المغفّلةُ التّائِهـةُ أنّهَا حَامِلٌ !، فتصْطَدِمُ بِالحَقِيقَةِ المُرَّةِ فَتَتَبَخَّرُ أَحْلاَمَهَا وَتَتَلاَشَى سَعَادَتُهَا وَفِي هَذِهِ الحَالَةِ َتَلْجَأُ بَعْضُ ذَوَاتِ الأَحمَالِ لِعَمَلِيَّةِ الإجْهَاضِ وَلاَ يَخْفَى عَلَى مُسْلِمٍ حُكْمُ الشَّرْع فِي هَذَا الفِعْلِ . وَبعْضُهُنَّ يُبْقِينَهُ وَيُسْرِعُ أَهْلُهَا عَلَى هُونٍ ومَضَضْ لِتزْوِيجِها بِمن انْتَهَكَ عِرْضَ هَذِهِ العَاِئَلةِ فِي أجْوَاءٍ بَارِدَةٍ وَفَرْحَةٍ مُصْطنَعَةٍ حَيْثُ يُخْفِي الوَالِدَانِ آلاَمَهُمَا وخَيْبَتَهُمَا وَحَسْرَتَهُمَا . هذِهِ المِآسِي وَغَيْرهاَ كَثِيرَةٌ هي التِي دَفَعَتْنِي لأكتُبَ هَذِه ِالرِّسَالَةَ أَوْ النَّصِيحَةَ لِتِلْمِيذَاتِي كَيْ يَحْذَرْنَ مِنَ الوُقُوعِ فِي الجُبِّ الذِي يُزَيِّنُهُ الشَيْطَانُ لَهُنَّ بِاسْمِ{ الحُبّ } . فَأَنَا لَمْ أُرْزَق بِبِنْتٍ حَتَّى لاَ تَقُولَ قَائِلَةٌ :" لَعَلَََّ خَوْفَـه عَلَى ابْنَتِهِ مِنَ الوُقُوعِ فِي الفِتْنَةِ هُوَ الذِي دَفَعَهُ ِلِكتَابَةِ هَذَا المَوضُوعِ الحَسَّاسِ " وَالحَقِيقَة ُغيْرُ ذَلِكَ ، فَأَنَا فِعْلاَ لَمْ أُرْزَقُ بِبِنتٍ لِحَدِّ الآنَ ولَكِنَّ اللهَ عَوَّضَني بالمآت . أَشْعُرُ أنَّ كلّ تِلْمِيذَاتِي بَنَاتِـي أَغَارُ عَلَى أَعْرَاضِهِنَّ وَأبذُلُ قُصَارَى جُهْدِي فِي تَقْوِيَةِ إِيمَانِهِنَّ وَغَرْسِ مَحَبَّةِ اللهِ فِي قُلُوبِهِنّ والخَوْفُ مِنْ عِقَابِ اللهِ في الدُنيَا وَالآخِرَةِ وشَحْذِ الغيرة في نُفُوسِهِنّ على شَرفِهِنّ الذي إنْ ضاع لن يُعوَّض ، وأنا مُدركٌ لِصُعُوبَةِ المُهِمّةِ لِمعرِفَتي المُسْبقَة بِمَا فعَلَتْهُ وتَرَكَتُْه أَغَانِي فِيدِيُـو كِلِيبْ وَالأفْلاَمِ السَّاقِطَةِ وَالمُسَلْسَلاَتِ المُدَبْلَجَةِ مِنْ أَثَارٍ سِلْبية في سُلوكِهِنّ وأفكارِهِنّ . وأشعُر بأنّ الكثيرات من بناتي الطالبات قد استفدْنَ من توجيهاتي في القسم ، ومن صارت منهُنّ الآن زوجةً تُدرك ما كنتُ أقولُه وهي تدعُو لِي الآنَ بِظَهْرِ الغَيْبِ بِكُلِّ خَيْرٍ. أسألُ اللهَ أنْ يتقبّل منّي هذا العمل المُتَواضِع فينفَع بِـهِ تِلْمِيذَاتِي وكُلُّ فَتاةٍ قرَأتْــهُ ،فَإِذَا مَا تَحَقَّقَ هَذَا الهَدْفُ المَنْشُودِ فَمِنْ حَقِي عَلَيْكِِ حِينئذٍ الدُعاء لِي بِقَبُولِ الأعْمَالِ والسِّترَ فوق الأرْضِ وَتَحْتَ الأَرْضِ وَيَوم العَرض
|